-
06:00
-
05:35
-
04:14
-
03:33
-
03:03
-
02:41
-
01:55
-
01:25
-
21:25
تابعونا على فيسبوك
تلوث الهواء بالمغرب... خطر صامت يهدد المدن الكبرى
تشهد عدة مدن مغربية كبرى، أبرزها الدار البيضاء وطنجة وفاس، ارتفاعًا مقلقًا في مستويات الجزيئات الدقيقة التي تتجاوز بانتظام الحدود التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، ما يثير تحذيرات متزايدة من المختصين بشأن المخاطر الصحية المتنامية على المواطنين.
فوفقًا لأحدث تقرير صادر عن المنظمة، يحتل المغرب مراتب متقدمة بين الدول الأكثر تلوثًا حضريًا في شمال إفريقيا، إذ تصل تركيزات جزيئات PM2.5 في بعض المناطق إلى نحو 25 ميكروغرامًا في المتر المكعب، أي ما يعادل خمسة أضعاف المعدل المسموح به عالميًا. ويُعزى هذا الوضع إلى تزايد حركة المرور، والانبعاثات الصناعية، واحتراق الوقود المنزلي في كبريات الحواضر.
ولمواجهة هذا التحدي البيئي، أطلقت وزارة الانتقال الطاقي برنامج "هواء نقي 2030"، الذي يهدف إلى تعزيز شبكة محطات مراقبة جودة الهواء وتحديث معايير الانبعاثات الخاصة بالمركبات، إضافة إلى دعم استعمال النقل الكهربائي في المدن الكبرى.
ورغم الإشادة بهذه المبادرات، تعتبر الجمعيات البيئية أن وتيرة التنفيذ لا تزال بطيئة، مشيرة إلى ضعف الوعي العام بخطورة التلوث. وتشير الدراسات الصحية إلى ارتفاع حالات الربو والتهابات الشعب الهوائية المزمنة، خصوصًا بين الأطفال، مما يعكس التأثير المباشر لتدهور جودة الهواء على صحة السكان.
ويرى الخبراء أن تداعيات التلوث تتجاوز الجوانب الصحية، إذ تمتد لتؤثر على الإنتاجية الاقتصادية وجودة الحياة في المدن. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الكلفة الصحية لتلوث الهواء في المغرب تمثل حوالي 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يجعل من تحسين جودة الهواء أولوية وطنية مستعجلة لضمان تنمية مستدامة وصحة بيئية متوازنة.